AHMED TIGER المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 1433 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 العمر : 28 الموقع / المنتدى : dream2day.ahlamontada.net
| موضوع: الأولى >> مصر >> صلاح عبدالصبور >> قصيده رؤيــــــــــــــــــــــــا .. الجمعة يونيو 03, 2011 10:41 pm | |
| في كل مساء،
| حين تدق الساعة نصف الليل،
| وتذوي الأصوات
| أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي
| و أنادم ظلي فوق الحائط
| أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي
| أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت
| تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت
| أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً
| يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب
| أجدل حبلا من زهوي وضياعي
| لأعلقه في سقف الليل الأزرق
| أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية
| أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.
| حين تدق الساعة دقتها الأولى
| تبدأ رحلتي الليلية
| أتخير ركنا من أركان الأرض الستة
| كي أنفذ منه غريباً مجهولاً
| يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني
| تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان
| يتحول جسمي دخان ونداوه
| ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة
| تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي
| أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة
| تخفيها تحت سراويل العشاق.
| و في أذرعة الأغصان
| أتفتت أحياناً موسيقى سحرية
| هائمة في أنحاء الوديان
| أتحول حين يتم تمامي -زمناً
| تتنقل فيه نجوم الليل
| تتجول دقات الساعات
| كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي
| وتخرج منه الشمس اللهبية
| وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها
| تلقي نوراً يكشف عريي
| تتخلع عن عورتي النجمات
| أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،
| إذ تنقطع حبالي الليلة
| يلقي بي في مخزن عاديات
| كي أتأمل بعيون مرتبكة
| من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات. |
| |
|