AHMED TIGER المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 1433 تاريخ التسجيل : 27/05/2011 العمر : 28 الموقع / المنتدى : dream2day.ahlamontada.net
| موضوع: ديوان الشاعر : صلاح عبدالصبور قصيده زيارة الموتى الجمعة يونيو 03, 2011 10:42 pm | |
| زرنا موتانا في يوم العيد
| وقرأنا فاتحة القرآن، وللمنا أهداب الذكرى
| وبسطناها في حضن المقبرة الريفية
| وجلسنا، كسرنا خبزاً وشجوناً
| وتساقينا دمعاً و أنيناً
| وتصافحنا، وتواعدنا، وذوي قربانا
| أن نلقى موتانا
| في يوم العيد القادم.
| يا موتانا
| كانت أطيافكم تأتينا عبر حقول القمح الممتدة
| ما بين تلال القرية حيث ينام الموتى
| و البيت الواطئ في سفح الأجران
| كانت نسمات الليل تعيركم ريشاً سحرياً
| موعدكم كنا نترقبه في شوق هدهده الاطمئنان
| حين الأصوات تموت،
| ويجمد ظل المصباح الزيتي على الجدران
| سنشم طراوة أنفاسكم حول الموقد وسنسمع طقطقة الأصوات كمشي ملاك وسنان
| هل جئتم تأنسون بنا؟
| هل نعطيكم طرفاً من مرقدنا؟
| هل ندفئكم فينا من برد الليل؟
| نتدفأ فيكم من خوف الوحده
| حتى يدنو ضوء الفجر،
| و يعلو الديك سقوف البلدة
| فنقول لكم في صوت مختلج بالعرفان
| عودوا يا موتانا
| سندبر في منحنيات الساعات هنيهات
| نلقاكم فيها، قد لا تشبع جوعاًن أو تروي ظمأ
| لكن لقم من تذكار،
| حتى نلقاكم في ليل آت.
| مرت أيام يا موتانا ، مرت أعوام
| يا شمس الحاضرة الجرداء الصلدة
| يا قاسية القلب النار
| لم أنضجت الأيام ذوائبنا بلهيبك
| حتى صرنا أحطاب محترقات حتى جف الدمع الديان على خد الورق العطشان
| حتى جف الدمع المستخفي في أغوار الأجفان
| عفواً يا موتانا
| أصبحنا لا نلقاكم إلا يوم العيد
| لما أدركتم انا صرنا أحطاباً في صخر الشارع ملقاة
| أصبحتم لا تأتون إلينا رغم الحب الظمآن
| قد نذكركم مرات عبر العام
| كما نذاكر حلماً لم يتمهل في العين
| لكن ضجيج الحاضرة الصخرية
| لا يعفنا حتى أن نقرأ فاتحة القرآن
| أو نطبع أوجهكم في أنفسنا، و نلم ملامحكم
| ونخبئها طي الجفن.
| يا موتانا
| ذكراكم قوت القلب
| في أيام عزت فيها الأقوات
| لا تنسونا .. حتى نلقاكم
| لا تنسونا .. حتى نلقاكم |
| |
|